المحتويات :
1: الإسم والنسب
2: نشأته
3: صفة عثمان بن عفان
4: اسلام عثمان بن عفان
5 : الهجرة إلى الحبشة
الاسم والنسب:
هو: (عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان) . يلتقي نسب عثمان بن عفان مع نسب الرسول( صلى الله عليه وسلم) في محمد في عبد مناف.
أمه: وهي (أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان) . وهي ابنة عمة النبي محمد، فأمها هي البيضاء بنت عبد المطلب.
نشأته :
ولد عثمان بن عفان في الطائف وقد قيل في مكة في سنة (576) م بعد عام الفيل بست سنين وهو من بطن (بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف) وهم من كبار سادات قريش، وأبوه (عفان ابن عم أبي سفيان بن حرب). أنجبته أمه (أروى بنت كريز) وأنجبت كذلك شقيقته آمنة بنت عفان، وبعد وفاة والده عفان، تزوجت أمه من (عقبة بن أبي معيط الأموي القرشي) وأنجبت منه ثلاثة أبناء وبنت، هم (الوليد بن عقبة وخالد بن عقبة وعمارة بن عقبة وأم كلثوم بنت عقبة) وهؤلاء إخوة عثمان من امه . وقد أسلمت أم عثمان وماتت عندما تولى الخلافة ، وكان أحد اللذين حملوها إلى قبرها، وأما أبوه فمات في الجاهلية.
كان عثمان غنياً شريفاً في عندما كان في الجاهلية وكان ومن أحكم رجال قريش عقلاً وأفضلهم رأياً، وقد كان محبوباً من قبلهم. وعثمان لم يسجد لأي صنم طوال حياته، كما أنه لم يشرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام. وقد كان على علم بمعارف العرب في الجاهلية من الأنساب والأمثال وأخبار الأيام، وقد رحل عثمان بن عفان إلى الشام والحبشة، وعاشر أقواماً غير العرب فعرف من أحوالهم وأطوارهم ما ليس يعرفه غيره من قومه. واهتم عثمان بن عفان بالتجارة التي ورثها عن والده، ونمت ثرواته، وأصبح يعد من رجالات بني أمية الذين لهم مكانة في قريش كلها، وقد كان عثمان بن عفان كريماً جواداً وكان من كبار الأثرياء وقد نال مكانة مرموقة في قومه، ومحبة كبيرة. وقد كان يكنى في الجاهلية (أبا عمرو)، فلما جاء له عبد الله من رقية بنت النبي محمد، كناه المسلمون أبا (عبد الله). وكان عثمان يلقب (بذي النورين) وذلك عندما تزوج بنات الرسول (صلى الله عليه وسلم) كل من ( رقية وام كلثوم) .
صفة عثمان بن عفان:
كان عثمان بن عفان جميلاً ليس بالقصير ولا بالطويل، وقد كان أسمر رقيق البشرة، وكان كبير اللحية، كثير الشعر، عظيم الكراديس (جمع كردوس، وهو كل عظمين التقيا في مفصل)، عظيم ما بين المنكبين، جُمَّته (مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه، جذل الساقين، وقد كان عثمان طويل الذراعين، شعره قد كسا ذراعيه. أقنى (بيِّن القنا)، بوجهه نكتات جدري، يصفِّر لحيته ويشد أسنانه بالذهب .
اسلام عثمان بن عفان:
أسلم عثمان بن عفان حينما كان في الرابعة والثلاثين من عمره، حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام قائلاً له:
(ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم ، وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال: (يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه) . قال: (فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبد الله ورسوله) .
وقد كان عثمان بن عفان من السابقين الأولين وقبل دخول (محمد بن عبد الله دار الأرقم)، حتى قال أبو إسحاق: (كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان) فهو رابع من أسلم من الرجال. وقد حدث موقف عثمان عند عودته من بلاد الشام ، وقد قص هذا الموقف على النبي محمد( صلى الله عليه وسلم) حينما دخل عليه هو و(طلحة بن عبيد الله) ، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن، وأنبأهما بحقوق الإسلام ووعدهما الكرامة من الله فآمنا وصدقا، فقال عثمان:
(يا رسول الله، قدمت حديثا من الشام، فلما كنا بين معان والزرقاء فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبوا، فإن أحمد قد خرج بمكة، فقدمنا فسمعنا بك) .
الهجرة إلى الحبشة :
كان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد قابلوا أنواع التعذيب من قبل كفار قريش، وكان من ضمنهم (عثمان) إذ عُذب من قِبل عمه (الحكم ابن أبي العاص بن أمية) الذي أخذه فأوثقه رباطاً وقال: (أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلُّك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين) ، فقال عثمان: (والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه) فلما رأى الحكم صلابته وثباته على دينه تركه . ولكن الأذى اشتد بالمسلمين جميعاً، واشتد الأمر حين قتل ياسر وزوجته سمية، فقال النبي للمسلمين:
(لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى الْحَبَشَةِ، فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا صَالِحَاً لَا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ.)
وبدأت الهجرة عندما خرجوا من مكة حتى وصلوا إلى ساحل البحر الأحمر، ثم أمَّروا عليهم (عثمان بن مظعون) ، ووجدوا سفينتين، وقد ركب كل واحد في نصف دينار ، وقد وعلمت قريش بأنهم هاجروا فأسرعت في ان تتعقبهم إلى الساحل ولكنهم كانوا قد أبحروا. وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة الثانية (عثمان بن عفان) ومعه فيهما امرأته رقية بنت رسول الله، وكان وصولهم للحبشة في شهر رجب من السنة الخامسة من البعثة، فوجدوا الأمن والأمان وحرية العبادة، وقد تحدث القرآن عن هجرة المسلمين الأوائل إلى أرض الحبشة، قال تعالى: { وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } (سورة النحل، آية: 41). وقد نقل القرطبي قول قتادة: (المراد أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ظلمهم المشركون بمكة وأخرجوهم حتى لحق طائفة منهم بالحبشة، ثم بوأهم الله تعالى دار الهجرة، وجعل لهم أنصارا من المؤمنين)
وقال تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (سورة الزمر، آية:10) . قال ابن عباس: (يريد جعفر بن أبي طالب والذين خرجوا معه إلى الحبشة)
ولما أشيع أن أهل مكة قد أسلموا، وبلغ ذلك مهاجري الحبشة أقبلوا، حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلاً، فدخلوا في جوار بعض أهل مكة، وكان ممن رجع إلى مكة عثمان بن عفان وزوجته رقية واستقر المقام به فيها حتى أذن الله بالهجرة إلى المدينة.
بقلم
قدامة صالح حسين
إرسال تعليق