المحتويات :
1: الرحمة لغة
2: الرحمة اصطلاحا
3: مظاهر رحمة الله بعباده
4: مظاهر رحمة في الناس
5: مظاهر رحمة الله يوم القيامة
الرحمة لغةً: وهي اسمٌ يدلّ على الرقّة والعطف والرأفة،وقد وتُطلق على الرزق والغيث، والمقصود برحمة الله عطف الله وإحسانه.
الرحمة اصطلاحاً: وهي رقّةٌ في القلب تقتضي الإحسان وإيصال الخير إلى الغير، وإن كان هذا الإحسان في الظاهر شراً أو أذى،والرحمة تقتضي تحقيق مصلحة الغير حتى وإن كان في ظاهر ذلك الإحسان ما يكرهه العبد ويبغضه في قلبه، ومثال ذلك الأب يطلب من ولده ما هو في الظاهر أنه مشقة وعناء للابن.
مظاهر رحمة الله بعباده :
يمكن للانسان ان يستشعر مظاهر رحمة الله عندما يتأمل في الكون والخلق من حوله ويرى من مظاهر رحمته تعالى مالا يعد ولا يحصى ومنها :
1: انه تعالى خلق الإنسان وجعله مكرما على غيره من المخلوقات و قد حفه بنعمته ورحمته بتيسير رزقه وهو جنين حتى يكبر ويخرج إلى الحياة الدنيا وقد وضع الله تعالى في قلب أمه حتى ترعاه وتحن عليه وايضا لكي يسهل أسباب الرزق لوالده لكي يتحصل على حاجاته من الطعام والشراب ومن رحمته تعالى انه خلق الإنسان في أحسن تقويم وفي افضل صورة وقد فضلهعلى جميع مخلوقات الأرض وجعل له من الحواس ما لا يوجدعند غيره .
2: انه تعالى خلق الليل والنهار حتى يستعين الانسان بالنهار لكي ينجز عمله ويسعى في الأرض بما ينفعه وايضا يستعين بالليل لكي يخلد إلى النوم وأخذ الراحة الكافية لكي يستعيد نشاطه في اليوم التالي كي يكون قادرا على أن يعمل قال تعالى {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .
3: الله تعالى خير الأرض بما فيها لخدمة الإنسان ولكي يسهل عيشه في هذه الأرض ومن مظاهر رحمته تعالى انه ينزل من السماء ماء والماء هو أساس الحياة لكي شيء في هذه الأرض ولولا الماء لما عاش الإنسان وكذلك لما عاش النبات ولا عاش الحيوان و قد قال تعالى {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} .
مظاهر رحمة الله في الناس :
من مظاهر رحمة الله تعالى في الناس في الدنيا والآخرة منها :
1: انه تعالى ارسل الرسل وانزل الكتب لكي يهدوا الناس إلى الدين الحق وكذلك لكي يستبينوا الطريق المستقيم وايضا لكي يحصلوا على ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة قال تعالى { هـذا بَصائِرُ مِن رَبِّكُم وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِقَومٍ يُؤمِنونَ} .
2: انه تعالى وضع الشريعة لكي يحتكم الناس إليها في حياتهم الدنيا وقد وضع الله تعالى المبادئ والأحكام والفرائض والأخلاق لاتباعها أيضا للسير على اساس هذه الشريعة وتطبيق ما أمر الله به وايضا ان يبتعدوا عما نهى عنه في سبيل تحصيل منافع الخلق في الدنيا وايضا دفع المضار والأضرار عن العباد قال تعالى { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } .
3: الرخصة في الأحكام الشرعية ونجد أن الشرع رتب أحكام لمختلف الأعمال والتكاليف لكي يقوم الإنسان بها في حالته الطبيعية وايضا يلجأ إليها في حالات الاضطرار والمشقة التي لا يتمكن الإنسان فيها من القيام بالأعمال اللازمة و قد خفف الله سبحانه عن الإنسان هذه الاحكام وسهلها عليه حتى يتمكن من ادائها ولا يجد اي صعوبة وأي حرج .
4: فتح باب التوبة لعباده وايضا مغفرة ذنوبهم وتقصيرهم اذا تابوا اليه سبحانه وقال تعالى { وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون } أما شروط التوبة الصادقة فهي شروط ثلاث: 1: الندم على المعصية، 2: الاقلاع عن هذه المعصية وان يتوب إلى الله ، 3: العزم الصادق على عدم العودة إليها، أما فيما يتعلق بحقوق الناس ويلزم ان تعاد هذه الحقوق إلى اهلها واصحابها وجزاء من تاب مغفرة الله جنته ورضوانه .
5: خلق الله تعالى العقل للانسان وجعله قادرا ان يتعلم ويقرأ ويكتب ويميز ما حوله بواسطه العقل و قد علم الانسان ما لم يعلم وذلك بفضله ورحمته وقد رزق الله تعالى القدرة على الفهم والإدراك وايضا القدرة الافصاح عما يعلمه ويفهمه وقد قال تعالى { الرَّحْمَـنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } والبيان الذي ميز الإنسان على غيره من الكائنات وهو من أجل واعظم النعم التي تدل على رحمة الله تعالى .
مظاهر رحمة الله يوم القيامة:
إن من مظاهر رحمة الله -تعالى- في اليوم الآخر منها:
1: إن يدخل المؤمنين الجنة يوم القيامة برحمة الله وفضله، وليس بأعمالهم، قال عليه الصلاة والسلام: (لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ) حيث تقصُر الأعمال مهما كثُرت عن أن يكون جزاؤها المقابل لها الخلود في جنة عرضها السماوات والأرض.
2:ان يقبل الله شفاعة من يشاء من النبيّين والعلماء والملائكة والصالحين، ومن الشفاعة التي يقبلها الله تعالى شفاعة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الكبرى في الخلق لتعجيل الحساب، وشفاعته في أهل الذنوب من أمّته لإخراجهم من النار، وكذلك لمَن تساوت حسناتهم وسيئاتهم لدخول الجنة.
3: إن يخرج من كان في قلبه ذرةً من الإيمان من النار، إذ يأمر الله تعالى ملائكته: (فيقولُ اذهبوا فلا تدَعوا في النَّارِ أحدًا في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ إيمانٌ إلَّا أخرجتُموهُ قال فلا يبقى إلَّا من لا خيرَ فيهِ) وهذا مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}.
4: رحمة الله فيمن يبقى في النار من المسلمين، فبعد أن يشفع النبيّون والصالحون؛ ينادي الله في الخلق فيقول: (بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ أقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا، فيُلْقَوْنَ في نَهَرٍ بأَفْوَاهِ الجَنَّةِ).
بقلم
قدامة صالح حسين
إرسال تعليق