في بداية المقال سوف نعرف النبي والرسول في اللغة والإصلاح:
النبي في اللغة : على وزن فعيل وهو من الانباء وهو الأخبار، والنبيء على وزن فعيل وهو مهموز لأنه انبأ عن الله اي اخبر .
النبي في الاصطلاح : قال عبد القاهر البغدادي: ( ان النبي كل من نزل عليه الوحي من الله عزوجل على لسان أحد الملائكة.
الرسول في اللغة : جمع رسول ورسل وهو مبعوث وهو شخص يحمل الرسائل أو ينقل رسالة شفوية .
الرسول في الاصطلاح : انسان بعثه الله إلى الخلق لتبليغ الأحكام وقد ختموا بمحمد (صلى الله عليه وسلم ).
الفرق بين النبي والرسول :
النبي والرسول بينهم فروق كثيرة وقد اختلف العلماء فيما بينهم ولكن الأكيد انهم بعثهم الله لاجل التبليغ وايضا الرسالة الا وهي رسالة التوحيد رسالة ( لا إله الا الله) ، والمشهور عند العلماء أن النبي هو الذي يوحى اليه بشرع ولكنه لا يؤمر بتبليغ الناس يوحى اليه بفعل كذا ويفعل كذا يصلي كذا لكنه لا يؤمر بالتبيلغ فهذا يقال له نبي ، أما إذا أمر بالتبليغ فيبلغ الناس وينذر الناس صار نبيا ورسولا مثل نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم) (وموسى وعيسى ونوح وهود وصالح) وغيرهم .
أما اهل العلم فيقول قوم منهم : ان النبي هو الذي يبعث بشريعة تابعة لغيره وتكون تابعة لنبي قبله ويقال له نبي ، أما إذا كان مستقلا فإنه يكون نبيا رسولا ، ونجد ام الذين بعثوا بعد موسى (عليه السلام) بشريعة التوراة يسمون أنبياء لانهم تتعبون للتوراة والصواب الأول، ونجد أن الرسول هو الذي يبعث ويؤمر بالتبليغ وان كان تابعا لنبي قبله كما حصل مع داود وسليمان وغيرهم من الانبياء بعد موسى (عليه السلام) فإنهم دعوا إلى ما دعا إليه موسى وهم انبياء ورسل (عليهم الصلاة والسلام) ، فالرسول هو الذي يؤمر بالتبليغ مطلقا وان كان تابعا لنبي قبله كمن كان على شريعة التوراة ، أما النبي هو الذي لا يؤمر بالتبليغ وهو يوحى اليه بصيام أو صلاة لكنه لا يؤمر بالتبليغ.
وقد اختلف اهل العلم فى هذه المسألة ونجد أن بعضهم يقولون ان لا فرق بين النبي والرسول أما البعض الآخر فيقول ان هناك فرق بين النبي والرسول، أما أشهر الاقوال في الفرق بين النبي والرسول: ان النبي والرسول كلاهما اوحي إليهما بوحي الا ان الرسول أمره الله بتبليغه أما النبي فلم يؤمر بالتبليغ، وقال الخطابي في كتابه ( اعلام الحديث) : الفرق بين النبي والرسول : ان النبي هو المنبوء وهو المنبأ وهو المخبر وهو فعيل بمعنى مفعل ، أما الرسول هو المأمور بتبليغ ما نبئ واخبر به فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
الفرق بين النبي والرسول في الإسلام هو أن الرسول بعثه الله برسالة وشرع جديد؛ أما النبي فهو من نزل عليه الوحي من الله ليدعو لعبادة الله على أحد المناهج أو الشرائع التي أنزلها الله على رسله من قبل. فالنبي هو المنبأ عن الله والرسول هو الذي أرسله الله، وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولًا، قال السلف في الفرق بينهما : «"النبي" هو المنبأ عن الله و"الرسول" هو الذي أرسله الله تعالى، وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولًا، والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين.» وقالوا أيضًا: «الصواب أن الرسول هو من أرسل إلى قوم كفار مكذبين، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين بشريعة رسول قبله يعلمهم ويحكم بينهم كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا﴾، فأنبياء بني إسرائيل يحكمون بالتوراة التي أنزل الله على موسى، وأما قوله تعالى: ﴿وخاتم النبيين﴾، ولم يقلوا خاتم المرسلين، فلأن ختم الرسالة لا يستلزم ختم النبوة، وأما ختم النبوة فيستلزم ختم الرسالة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "إنه لا نبي بعدي"، ولم يقل لا رسول بعدي.»
- وهناك اختلاف بين النبي والرسول هو ان الرسول هوالذي يُنَزل عليه الكتاب والشريعة، مع معجزة، وهو مُكلف بإبلاغه للناس، كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة: 67، وسمي الرسول بذلك: لأنه مُكلف بتبليغ رسالة.
- كل رسول بني وليس كل نبي رسول، فالرسالة أعم وأشمل من النبوة، كما قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّ)
إرسال تعليق