" المعتزلة" في سطور

المحتويات : 

1: تعريفها 

2: تأسيسها وابرز شخصياتها 

3: مبادئها وافكارها 

تعريفها: 

هي فرقة إسلامية نشأت في اواخر العصر الأموي وقد ازدهرت في العصر العباسي وقد اعتمدت هذه الفرقة على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية وذلك لأنها تأثرت ببعض الفلسفات المستوردة وقد أدى هذا إلى انحراف المعتزلة عن عقيدة ( اهل السنة والجماعة) وقد اطلق على المعتزلة اسماء مختلفة منها : المعتزلة القدرية ، والعدلية، اهل العدل والتوحيد ، المقتصدة، الوعيدية.

تأسيسها وابرز شخصياتها: 

اختلفت رؤية العلماء في ظهور الاعتزال إلى وجهتين: 

الوجهة الأولى: ان الاعتزال حصل نتيحة النقاش في مسائل عقدية ودينية مثل ( الحكم على مرتكب الكبيرة ، الحديث في القدر ) بمعنى هل يقدر العبد على فعله أو لا يقدر ، ومن رأي أصحاب هذا الاتجاه ان اسم المعتزلة اطلق لعدة أسباب منها: 

1: إنهم اعتزلوا المسلمين بقولهم بالمنزلة بين المنزلتين .

2: قد عرفوا بالمعتزلة وذلك ان ( واصل بن عطاء) اعتزل حلقة ( الحسن البصري) وشكل حلقة خاصة له عندما قال بالمنزلة بين المنزلتين وقال الحسن : ( اعتزلنا واصل) .

3: إنهم قالوا بوجوب اعتزال مرتكب الكبيرة ومقاطعته .

الوجهة الثانية: منهم من قال ان الاعتزال نشأ بسبب سياسي، إذ أن المعتزلة من شيعة علي ( رضي الله عنه) قد اعتزلوا الحسن عندما تنازل معاوية، أو أنهم وقفوا موقف الحياد بين شيعة علي ومعاوية فاعتزلوا الفريقين. 

أما القاضي ( عبد الجبار الهمذاني) مؤرخ المعتزلة يزعم أن الاعتزال ليس مذهبا جديدا أو طائفة جديدة أو أمر مستحدث  وقال انما هو استمرار لما كان عليه الرسول( صلى الله عليه وسلم) وصحابته وقد لحقهم هذا الاسم بسبب اعتزالهم الشر بقوله تعالى { واعتزلكم وما تدعون}  ، ان نشأة الاعتزال كانت ثمرة تطور تاريخي لمبادئ فكرية وعقيدة وليدة النظر العقلي المجرد في النصوص الدينية وقد نتج ذلك عن التأثر بالفلسفة اليونانية والهندية والعقائد اليهودية والنصرانية، نجد انه قبل أن تبرز المعتزلة كفرقة فكرية على يد ( واصل بن عطاء) كان هناك جدل ديني فكري بدأ بمقولات جدلية كانت هذه المقولات هي الأسس الأولى للفكر المعتزلي وهي : 

1: مقولة ان الانسان حر مختار بشكل مطلق وهو الذي يخلق أفعاله بنفسه قالها (معبد الجهني ) .

2: مقولة خلق القرآن ونفي الصفات وقد قالها ( الجهم بن صفوان) .

أما أبرز مفكري المعتزلة منذ ان تأسست على يد ( واصل بن عطاء) وحتى اندثارها ومنهم : 

1: ابو الهذيل العلاف: شيخ المعتزلة وقد أخذ الاعتزال عن ( عثمان بن خالد الطويل) عن واصل بن عطاء وقد طالع كثيرا من كتب الفلسفة وخلط كلامهم بكلام المعتزلة وقد تأثر بكل من ( ارسطو وانبادوقليس) من فلاسفة اليونان. 

2: ابراهيم بن يسار النظام : كان في الأصل على دين (البراهمة) وهو أيضا متأثر بالفلسفة اليونانية حاله حال المعتزلة الآخرين ومن أشهر أقواله: ان المتولدات من أفعال الله تعالى وتسمى طائفته النظامية. 

3: بشر بن المعتمر : هو من علماء المعتزلة و قد احدث الأول بالتولد وقد افرط فيه وقال : ان كل المتولدات من فعل الإنسان فهو يصح أن يفعل الالوان والطعوم والرؤية ، وتسمى طائفته البشرية .

مبادئها وافكارها: 

جائت المعتزلة في بدايتها بفكرتين مبتدعتين هي : 

الأولى:  القول بأن الإنسان مختار بشكل مطلق في كل ما يفعل وقالوا انه يحلق أفعاله بنفسه .

الثانية: إنهم قالوا بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمنا ولا كافرا ولكنه فاسق اي انه بمنزلة بين المنزلتين وقالوا ان هذه حاله في الدنيا أما في الآخرة قالوا انه لا يدخل الجنة وقالوا بأنه لم يعمل بعمل اهل الجنة بل هو خالد مخلد في النار. 

مذهب المعتزلة قائم على خمسة أصول وهي : 

 1: التوحيد: قالوا انه تعالى منزه عن الشبيه والمماثل وقالوا انه لا ينازعه احد في سلطانه ولا يجري عليه شيء أما ما يجري على الناس ولكنهم بنوا عليه نتائج باطلة منها : استحالة رؤية الله تعالى لاقتضاء ذلك نفي الصفات وقالوا ان الصفات ليست شيئا غير الذات والا تعدد القدماء في نظرهم ويعدون من نفاة الصفات .

2: العدل : معناه ان الله لا يخلق أفعال العباد ولا يحب الفساد بل ان العباد يفعلون ما  أمروا به وينتهون عما نهوا عنه بالقدرة التي جعلها الله لهم وركبها فيهم وانه لم يأمر الا بما أراد ولم ينه عما كره وانه ولي كل حسنة أمر بها .

3: الوعد والوعيد:  يعني ان الله تعالى يجازي المحسن احسانا ويجازي المسيء سوءا وانه لا يغفر لمركتب الكبيرة الا ان يتوب. 

4: المنزلة بين المنزلتين: وتعني عند المعتزلة ان مرتكب الكبيرة يكون في منزلة بين الإيمان والكفر اي انه ليس بمؤمن ولا كافر وانه فاسق. 

5: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:  قرر المعتزلة وجوب ذلك على المؤمنين ولذلك لنشر دعوة الإسلام وايضا هداية الضالين وارشاد للغاوين كل بما يستطيع : فذو البيان ببيانه، والعالم بعلمه ، وذو السيف بسيفه .

بقلم 

قدامة صالح حسين