"الدولة الاموية "

 المحتويات  

١_ التعريف 

٢- التاريخ 

٣- الدولة والحضارة عند الأمويين 

٤- الزراعة عند الأمويين 


التعريف 

هي أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام ، وواحدةٌ من أكبر الدول التي حكمت في التاريخ ، كان بنو أمية أُولى الأسر الحاكمة المسلمة  ؛ وقد  حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة هي مدينة دمشق ، وقد بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر ( هشام بن عبد الملك) وقد امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً .

التاريخ 

في أواسط عهد الخليفة (عثمان بن عفان)  اشتعلت  الفتنة في الدولة الإسلامية ، وأخذت بالانتشار شيئا فشيئا، ثمَّ أدت إلى مقتله في شهر ذي الحجة من عام 35 هـ (يونيو عام 656 م) ولكن الفتنة لم تنته بذلك، فجاءَ عهد الامام (علي بن أبي طالب)  مليئا بالقلاقل والنزاعات التي فشل في إنهاء مُعظمها، وفي النهاية اتفق في شهر رمضان من عام 40 هـ (ديسمبر عام 660 م) ثلاثة من الخوارج  - هُم (عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله التميميّ وعمرو بن بكر التميميّ السعديّ) - على أن يَقتل الأول منهم عليَّ بن أبي طالب، وأن يقتل الثاني معاوية بن أبى سفيان  - وقد كان والي الشام في ذلك الوقت - وأن يقتل الثالث عمرو بن العاص  -والي مصر في ذلك الوقت - معا في نفس الليلة، فنجح الأول في مهمّته وقال الامام علي بن أبي طالب وأما الاثنان الآخران ففشلا وقُتلا ، كان معاوية واليا على الشام منذ سنة 18 هـ، وذلك بعد أن عيَّنه امير المؤمنين ( عمر بن الخطاب) وعلى الرَُغم من حصول بعض الخلافات بينه وبين عليّ، وخوضه معركة صفين ضده، وقد أصرَّ على عدم ترك ولايته، وظلَّ والي الشام حتى مقتل (علي بن أبي طالب ) .

بعد مقتل علي مُباشرة بايع أهل العراق ابنه (الحسن بن علي )على الخلافة، وقد بايع أهل الشام بدورهم معاوية بن أبي سفيان،  وقد حشد (معاوية بن أبي سفيان) جيوشه، وسار إلى ( الحسن بن علي )  الحسن، غير أن الحسن رفضَ القتال، وراسل معاوية للصُّلح،وقد سر معاوية بن أبى سفيان  بهذا العرض ووافق عليه ، وعُقد الصلح في شهر ربيع الثاني سنة 41 هـ (أغسطس سنة 661 م)، وهكذا تنازل الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بن أبي سفيان ، وسُمّي ذلك العام (عام الجماعة) ؛ وذلك لأن المسلمين اتفقوا فيه على  خليفة لهم بعد خلاف طويل دام لسنوات .

الدولة والحضارة عند الامويين

يُمكن القول بأن المجتمع في عهد الدولة الأموية -على الرغم من عدم امتلاكه تدرجًا اجتماعيًّا دقيقًا أو صارمًا- قد تألف من خمس طبقات أساسية؛ هي: (الخلفاء والولاة والعلماء والأثرياء والعامة)،  

1_ الطبقة الأولى:  هي الخلفاء وعائلاتهم، وهم أصحاب السلطة والسيادة العليا في الدولة، ولهم الصلاحيات المطلقة بها .

 2_ الطبقة الثانية :  كبار الولاة والقادة وكاتبو الديوان  .

3_ الطبقة الثالثة : العلماء  وقد كان احترام العامة للعلماء يفوق احترامهم وتقديرهم للولاة والخلفاء أنفسهم، على الرغم من أنهم يأتون في الطبقة الثالثة .

 4_ الطبقة الرابعة : كبار الأثرياء من التجار وشيوخ العشائر. 

5_  الطبقة الخامسة:  وهي عامة الناس؛ مثل المزارعين والحرفيين وغيرهم . 

لقد عاش العرب بشكل عام حياة بسيطة في أيام الإسلام وقبله؛ وقد كان  طعامهم على سبيل المثال يتألف من بضعة أصناف فحسب، أفخرها على الإطلاق هو ( اللحم مع الثريد) ، ولكنهم مع توسع الفتوحات في العصر الأموي، وترامي أطراف الدولة وازدهارها، اختلف حالهم واقتبسوا عادات الكثير من الثقافات التي احتكوا بها نتيجة الفتوحات؛ فأصبحوا يستخدمون أدواتٍ فخاريةً وخشبية لتناول الطعام، كانت تأتيهم من الصين  مثل الشوك والملاعق، وأصبحوا يتناولون طعامهم على موائدَ وكراسٍ خشبية بدلًا من أن يجلسوا على الأرض ويتناولوه بأيديهم كما في السّابق، وقد أسهم في نقل مثل هذه العادات الحياتية والاجتماعية إلى العرب إحضارهم الكثيرَ من الجواري إلى بلادهم، فنقلن إلى العرب عاداتٍ وتقاليدَ شعوبهن .

كانت المناسبات الإسلامية، وأبرزها عيدا ( الفطر والاضحى) ، ذاتَ صدى كبير في أنحاء الدولة الأموية؛ فكان يَخرج الخليفة في موكب مهيب وسط رجال الدولة الكبار، يتقدمهم الجند لأداء صلاة العيد. كما أن الأعراس والأفراح، بعد أن كانت بسيطة جدًا في عهود الخلفاء الراشدين وما قبل الإسلام، باتت مترفة جدًّا، وتُنفق عليها أموال طائلة؛ فكانوا يقيمون ولائم عظيمة في الأعراس، ثم يلعب الفتيان بالرماح ويتسابقون بالخيل، فيما يجلس النساء يتحدث بعضهن إلى بعض، وأما العروس فكانت تزين بزينة عظيمة، ويُحيط بها خدمها يُغنون لها حتى تذهب إلى بيت زوجها، وقد كان من وسائل الترفيه والتسلية الشائعة في تلك الحقبة جلب المغنين أو «المضحكين» الذين يلقون النكات ويُضحِكون الناس. كما كانت ألعاب النرد والشطرنج شائعة أيضًا، وقد أخذهما العرب من الفرس . كما كانوا يرفهون عن أنفسهم بالصيد والرياضة، وقد أقامت الدولة في عهد (هشام بن عبد الملك) سباقات كبيرة للخيل، بلغ عدد المشاركين فيها 4,000 حصان في إحداها .

الزراعة عند الأمويين 

اهتمَّ العرب والمسلمون عموماً بالزراعة اهتماماً عظيماً وأولوها اهتماماً كبيراً جداً، ولم يَشذَّ الأمويون عن هذه القاعدة، فاهتموا بها اهتماماً كبيراً، فاعتنوا بأنظمة الريّ وأقاموا الجسور  والسداد وقد شقوا الترع وطهورها موسمياً ، وعمروا ( القناطير والنواعير والطواحين)  وقد ازدهرت بهذا الزراعة ونمت في أصقاع الدولة، كما بنوا مقاييساً كثيرة كانت تستخدم في قياس ارتفاع منسوب نهر النيل فبنيت في مصر مقاييس أنصنا (في عهد معاوية بن أبي سفيان ) ، اعتنى الأمويون بالأراضي وشجعوا على استصلاحها لكي يزيد الخراج ، ويزداد بدوره دخل الدولة، كما أنهم عنوا بعمال الخراج وفصلوا ولاية الخراج عن الولاية العادية - وهو أمر كان غير معتاد آنذاك - للتركيز عليه أكثر. وقد وضعوا نظاماً لجباية الخراج يَتضمَّن ثلاثة مبادئ أساسية هي المحاسبة والمقاسمة واللالتزام، فالأول هو قياس مساحة الأرض ونوع غلتها لتحديد قدر الخراج، والثاني هو تخصيصٌ جزء من المحصول يبلغ الثلث أو الربع تقريباً لوضعه في بيت مال المسلمين ، وأما الثالث فهو تحمل أحد أثرياء قرية أو مدينة أو إقليم مسؤولية جباية الخراج من منطقته لمدة سنة كاملة .


بقلم 

قدامة صالح حسين 

Post a Comment

أحدث أقدم